عبد الرفيق الشنقيطي: الملحن المغمور

عبد الرفيق الشنقيطي: الملحن المغمور

 الشنقيطي : ملحن  الأغنية الشائعة (حنا مغاربة)

 بقلم ذ: عبد المجيد شكير

عبد الرفيق الشنقيطي: (1937 – 5 ماي 2008) 

عندما نستحضر اسم مدينة مراكش فأول ما يطالعنا هو وجهها التاريخي والسياحي، هذا الوجه غطى على وجه آخر تميزت به، إنه وجهها الثقافي الفني الأدبي، فما أكثر الأسماء التي طلعت من تربتها معانقة دنيا الفكر والإبداع، ففي المجال الموسيقي على سبيل المثال لا الحصر قدمت مراكش أسماء أعطت للأغنية المغربية الشيء الكثير ومن بينهم العربي الكواكبي، محمد علي، عبد الله عصامي، عتيقة عمار… والملحن عبد الرفيق الشنقيطي.

العابد زويتن، عبد اللطيف السحنوني وأحمد بن موسى كلهم ملحنون قدموا أعمالا محترمة وناجحة، وأبانوا عن كعبهم العالي في مجال التلحين، ورغم ذلك لم يحققوا الشهرة، ولم تسلط عليم أضواء الإعلام، ولم تركز أقلام النقد والتحليل على إبداعاتهم، وبذلك ظلت أسماؤهم مغمورة، ويعد عبد الرفيق الشنقيطي واحدا من هؤلاء.

ينسل عبد الرفيق الشنقيطي من أسرة ذات دين وعلم، تنحدر جذورها من موريطانيا وبالضبط من مدينة شنقيط، وهربا من الإحتلال الأجنبي هاجرت الأسرة إلى مدينة مراكش لكي تستقر فيها، وفي هذه المدينة ولد صاحبنا وملكه حب الموسيقى والغناء منذ صغره، حيت تشبع بالأهازيج الشعبية وبطرب الملحون، وتذوق الشعر من خلال جلسات الأدب والطرب والسمر، وفي سنة 1960 شارك في تأسيس جوق خاص ضم كلا من محمد الشراف، عبد الله عصامي، محمد عصامي، عمر بلمختار ومحمد شقيق، إلى أن حط الرحال بمدينة الرباط من أجل دراسة الموسيقى، ثم عين بعدها أستاذا لآلة الكمان بالمعهد الوطني للموسيقى والرقص ثم بمعهد مولاي رشيد للموسيقى الأندلسية، كما كان عضوا في الجوق السمفوني والذي ترأسه المايسترو أحمد عواطف، إلى أن تقاعد سنة 2000 .

قد لا يعرف الكثيرون أن عبد الرفيق الشنقيطي هو ملحن تلك الأغنية الشائعة (حنا مغاربة) التي كتبها أحمد الطيب العلج ويرددها المغاربة جميعا مع صاحبها الأصلي المطرب البشير عبده، وهو أيضا مبدع اللحن الجميل لأغنية عبد الهادي بلخياط (دمعة الفراق:(عار ألاحباب عار / ما راعيتو عشرة فين النية وعهد الله / علاش هجرتو الدار/ وأنا قلبي ولاف مسيكين أجا ما نساه /) دون أن ننسى أيضا تحفته مع صاحب الصوت الهامس عبد المنعم الجامعي (جا فالميعاد): (جا فالميعاد/ أنيق جميل بحال ديما/ جا وهدى ليا فرحة جديدة / وريحني من قسوة البعاد / جا وفتحنا كتاب الهوى / وزدنا فيه سطور جداد /).

ليس هذا إلا غيضا من فيض، ذلك أن مسيرته مع دنيا الأنغام انطلقت منذ بداية الستينات حين لحن لفتح الله المغاري قطعة (أنا راضي بالعذاب) لتتواصل بعد ذلك أعماله مع كبار المطربين والمطربات، وقد فاز عبد الهادي بلخياط بالنصيب آلأكبر من ألحانه (فكر فيا ـ حكاية حب ـ هدا أنت هدا ميعادك ـ دمعة الفراق ـ المسافر …)وغنى له محمد الحياني قطعة جميلة تتغنى بجمال العيون (شفت عيون) : (أنا شفت عيون ما تنسهاش عيوني / بنظرة سحروني وأكثر من سحروني / فيهم نار ونور وفيهم سما وبحور / نهار تشوفوهم تفهموا وتعذروني )، ومن كلمات الدكتور مصطفى بغداد أتحفنا محمود الإدريسي برائعته (يحسن عوان الغريب)… ( الشوق يسبقني لبلادي / وقتاش نرجع لبلادي / لمن نحكي ونشكي لاحبيب ولا قريب / عيوني أنا تبكي … يحسن عوان الغريب / فين أهلي وحبابي توحشت بلادي / فين خوتي وصحابي وفين أرض جدادي وفين شمس بلادي / توحشت بلادي /)  ومع المطربة غيثا بن عبد السلام كانت له قطعة (أول ميعاد) – ( أول ميعاد وها أنا جيت / فطريقي شحال تمنيت / وشحال تمنيت وها أنا جيت / شحال تمنيت يكون سبقني بدقيقة / ولكن سبقتو وستنيت /) والملاحظ أنه كان ينتقي بدقة نصوصا جميلة للزجال علي الحداني والذي تعامل معه كثيرا، وبنفس البراعة والجمالية تألق في تلحين القصيدة حيث غنى له محد الحياني من شعر عبد الرفيع الجواهري قصيدة (الشفاه الحمر) وإسماعيل أحمد من شعر مالك بن المرحل قصيدة (صبابة)، ومن ألحانه الوطنية نستحضر ما قدمه في عدة ملاحم وطنية مثل (العهد ـ شجرة الأوفياء ـ الأبطال …) وله في الدينيات قطعة تتغنى بمناسبة الحج (راجعين بالسلامة) وقد غناها فتح الله المغاري.

تتميز ألحانه عموما بالأصالة والعمق، وهذا هو سر الجمال الذي يجلل إبداعاته اللحنية، وهو جمال يتضافر مع إنسانيته وخلقه النبيل.

كلمات أغنية (حنا مغاربة) :

حنا مغاربة مغاربة مغاربة مغاربة

كلنا أحرار حنا يا المغاربة

كلنا رجال حنا يا المغاربة

على بلادنا بلادنا بلادنا بلادنا

نسخاو بالأعمار على بلادنا

حنا مغاربة والصف الواحد

تاريخنا الخالد هو الشاهد

حنا مغاربة نساء ورجال

أقوالنا التزام مع الأفعال

حنا هكدا هو حالنا

قد قوالنا قد فعالنا

رايتنا مرفوعة وكلمتنا مسموعة

وعلى العرش الخالد كلمتنا مجموعة

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية مديرة وإعلامية موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بمغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام. Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر رابط الموقع: Alwanne.com للتواصل و المراسلات:jaridatealwane@alwanne.com