صروح ” للثقافة والإبداع”
الاديب عبد السلام المساوي: تجربة متميزة في الكتابة الإبداعية
ديباجة مدخلية :
ارتأينا في جريدة “ألوان الإلكترونية” ، أن نتوقف عند حدث ثقافي مميز، يعود الفضل فيه إلى جمعية ” صروح ” للثقافة والإبداع ، عندما كرمت الشاعر والاديب الدكتور عبد السلام المساوي .
هو شاعر وكاتب مغربي ، من مواليد سنة 1958 بمنطقة “ظهر السوق ” التابعة اداريا لأقليم تاونات ، قامة ثقافية وطنية متعددة المشارب ، حاز على العديد من الجوائز منها جائزة بلند الحيدري في منتدى مدينة أصيلة سنة 2000 عن ديوانه “سقوف المجاز” حاصل على دكتوراة الدولة في الأدب العربي المعاصر، و رجل تعليم شغل مناصب متعددة منها :
رئيس المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التابع للاكاديمية الجهوية للتعليم بفاس .
أستاذ التعليم العالي بمركز تكوين الأساتذة بمدينة فاس .
بدأ النشر سنة 1983 بقصيدته “ لا غرام على الحدود ” بجريدة الاتحاد الاشتراكي، وتوالت انتاجاته بمجموعة من الصحف المغربية والعريية موزعة بين الكتابة الشعرية والسردية والنقد الأدبي ، وقد تعددت وتنوعت اعماله ومنها ننتقي مايلي :
ديوان: خطاب إلى قريتي عن مؤسسة بنشرة للطباعة والنشر سنة 1986 البنيات الدالة في شعر أمل دنقل ، عن منشورات اتحاد كتاب العرب ، دمشق 1994.
جماليات الموت في شعر محمود درويش عن دار الساقي في 2008 .
المتلقي واسع التأويل عن بيت الشعر في المغرب سنة 2015 .
الشعر والسينما بتنسيق مع محمد اشويكة عن منشورات بيت الشعر بالمغرب وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل في 2022 .
في يوم الجمعة فاتح نوفمبر 2024 ، بمقر المديرية الجهوية للثقافة بمدينة فاس تم تكريم الأديب عبد السلام المساوي من طرف معهد صروح للثقافة والإبداع الذي تديره الشاعرة الأستاذة نبيلة حماني ، في حفل بهيج حضره العديد من رجالات الفكر والإبداع والنقد ، تميز بمداخلات قيمة حول التجربة الإبداعية للمحتفى به ، ساهم بها كل من الدكاترة : محمد الفتحي و محمد الوهابي ومحمد السعيدي وعبد المالك أشهبون ونصر الدين شردال . واشرف على عملية التقديم الدكتور رشيد بناني ، كما ساهم الأستاذ والاعلامي عبد السلام الزروالي الحايكي -المندوب السابق لوزارة الاتصال بجهة فاس . مكناس – بكلمة رقيقة في حق الأستاذ عبد السلام المساوي ، حيث أثنى على هذه المبادرة القيمة وشكر كل الجهات التي ساهمت في إنجاز هذا الاحتفاء ، معنويا وماديا . ومن جهته عبر المحتفى به عن امتنانه وتأثره بتكريمه ، معتبرا أن هذه المناسبة تبقى تقديرا كبيرا – من طرف المحتفين به – لابداعه وأعماله الفكرية والأدوية.
وحتى نختتم هذا التوقف ارتأينا أن نحط الرحال بالقراء عند ” جمالية الموت في شعر درويش ” للكاتب المحتفى به ، حتى نقرب قراء جريدة ألوان منه ، فهو يعتبر إضافة قيمة إلى المكتبة النقدية العربية ، يقدم خلالها عبد السلام المساوي ، قراءة تحليلية عميقة لواحد من أبرز الموضوعات التي شغلت بال الشاعر الفلسطيني الكبير ، فهو يركز على تحليل كيفية تحويل درويش لموضوع الموت إلى تجربة جمالية فريدة ،متداخلة مع الهوية الوطنية والقضية الفلسطينية ، ومن أبرز الأفكار التي يطرحها الكاتب نورد مايلي :
الموت كعرس للشهيد ، فيرى أن درويش يقدس الموت عندما يرتبط بالشهادة ويحوله إلى عرس يخلد فيه الشهيد ويثبت وجوده الأبدي .
الموت وتأمل الذات ، ويتناول المساوي كيف يستخدم درويش الموت كمراة لتعكس تأملاته في الذات والحياة والموت ، وكوسيلة للتقرب من الحقيقة الكونية .
الموت والوطن ، فهو يوضح العلاقة الوثيقة بين الموت والوطن عند الشاعر وكيف يصبح الموت وسيلة للدفاع عن الأرض والهوية .
الموت واللغة فهو يشير إلى استخدام درويش للغة كسلاح لمواجهة الموت ، ويحول تجربة الموت إلى شعر جميل ، مؤكدا على خلود الكلمة .
وبذلك يعد هذا الكتاب مرجعا أساسيا لكل من يهتم بدراسة شعر درويش ، ويفتح افاقا جديدة لفهم عمق وابداع هذا الشاعر الكبير .
ويخلص الكاتب إلى تأرجح محمود درويش بين مفهومين للموت عبر مساراته الإبداعية الطويلة ، يمَجِد في اولهما الموت باعتباره عرسا للشهيد ومدخلا لاسترجاع الأرض والهوية ، وفي ثانيهما يتأمل الموت في سياق الرؤية الفردية المدعومة بتجربة المرض التي قرَّبت الذات من مصيرها وأتاحت لها أن تتأمل هذه اللحظة بكثير من الحكمةوالتفلسف وبذلك يكون درويش قد انتصر على الموت انتصارا جماليا بما ابدعه من قصائد ونصوص، اجمعت كل المدارس الأدبية على فرادتها وأصالتها .