الشاعر فريد فؤاد زمكحل في حوار حصري لألوان
الشِعر والعمل الصحفي يُشكلان كل حياتي
الأستاذ فريد فؤاد زمكحل شاعر وكاتب صحفي مصري، عمل في الصحافة المصرية منذ عام 1979 وحتى عام 1993، حيث شغل منصب سكرتير تحرير ثم مدير تحرير، مقيم بكندا منذ 1993
صدر له ديوانه الأول: “العيب قلبي” في القاهرة عام 1986
له العديد من الإصدارات الأدبية والشعرية، أسس الجمعية المصرية الكندية للفنون والثقافة والسياحة والعالم ، رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير لجريدة “الرسالة” النصف شهرية، وهو المؤسس لاتحاد الكتاب العرب بكندا
نحاور الشاعر حول تجربته الشعرية، وعالم الصحافة وأشياء أخرى، نترك القراء ومتتبعي ألوان مع هذا اللقاء الحصري
****************
ألوان: في البداية دعني أسألك عن مفهومك للكتابة الإبداعية انطلاقا من تجربتك الشخصية (ما الكتابة) ؟
الشاعر فريد فؤاد زمكحل: بداية أحب أن أتوجّه لكِ سيدتي العزيزة زهرة بكل الشكر والتقدير على استضافتكم لي في هذا الحوار الذي آمل أن يكون مفيداً للسادة القراء والمتابعين لكم ولموقع جريدة : ألوان
بالنسبة لمفهومي الشخصي للكتابة الإبداعية من خلال مسيرتي الشِعرية، فهو وببساطة يتمحور حول فهمي الشخصي لمفهوم الإبداع على المدى الخاص وعلى المدى العام، ولا يمكن لكاتب أن يصل لتحقيق الإبداع بمفهومه العام قبل فهمه له وتحقيقه على المستوى الخاص من خلال ما تعلَّمه وعرفه عنه بصورة تامة أثناء مسيرته الكتابية في الأدب والشعر والموسيقى والفن بكل أنواعه وجميعهم أدوات فاعلة ودافعة للمشاعر والأحاسيس نحو الارتقاء بصاحبها إلى حد التذوق الحسي المنشود الذي يساعد الكاتب على اختيار مفرداته الجديدة بصورة فريدة غير معتادة أو متوقعة تعتمد على البلاغة والبساطة في آن واحد وصولا بعمله المقدَّم لمرحلة : السهل الممتنع
ألوان: تجربتك الشعرية أنجبت دواوين شعرية عديدة، لو سألتك عن المراحل التي يمكن أن تصنفها لكتاباتك الإبداعية وتأثير الهجرة والغربة في مضامين نصوصك الشعرية المتنوعة بين العشق والغزل والوطنية وهلم جرا
الشاعر : تجربتي الشِعرية وليدة الكثير من الاحتكاكات الإنسانية المهمة وغير المهمة التي ساهمت في تشكيل وجدانياتي بشكل عام منذ طفولتي وحتى اليوم، فوالدي رحِمه الله كان كاتباً وصحفياً في جريدة الأهرام المصرية وله العديد من المؤلفات المسرحية الشهيرة، ووالدتي رحمها الله كانت من السيدات المتذّوقات لكل جميل بليغ، وقد كانت رحمها الله أول من استمع لشعري وقامت بتشجيعي
تصنيفي لكتاباتي الإبداعية كما تفضلتِ بسؤالك تدخّلت فيها وساعدت على بلورتها كل العوامل التي تفضلتِ بها (النشأة والهجرة والغربة والبعد عن الوطن) فأنا وأعمالي نتاج كل هذه المكوِّنات التي أثرّت في وأثّرتُ فيها وأعمالي في الشِعر الرومانسي أو العاطفي أو الغزلي كما يحلو للبعض وصفه بالإضافة لكتاباتي الشِعرية الوطنية هم في تقديري حصاد هذه المسيرة وكل هذه التجارب بحلوها ومرها .. خاصة وقد بدأت مسيرتي ككاتب صحفي في واحدة من كبريات المجلات المصرية الشهيرة (عالم الفكر) والتي كان يرأس تحريرها الكاتب الكبير الراحل يوسف السباعي بجانب كتابتي للشِعر الغنائي حيث تم تسجيلي بإتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري كعضو عامل وشاعر غنائي
ألوان: أين يمكن أن نموضع الشِعر والسلطة الرابعة في حياتك أستاذ زمكحل؟
الشاعر : استطيع القول بأن الشِعر وطبيعتي كشاعر ساعدتني كثيراً في فهم عملي الصحفي ورسالة الصحافة والصحفي بصورة صحيحة ساعدت على نجاحي في كليهما، وهما وأقصد هنا الشِعر والعمل الصحفي يُشكلان كل حياتي بكل ما فيها من نواقص أو كوامل إنسانية
ألوان: كيف توفق بين المجال الإعلامي والإبداعي وباقي المسئوليات التي تواجهك في الحياة اليومية؟ وما الذي يمكن أن تقوله عن تجربة تدريس نصوصك في الجامعات المغربية؟
الشاعر: نجحتُ في التوفيق بين المجال الإعلامي والإبداعي من خلال التركيز الشديد والفهم الصحيح للدور المنوط القيام به في كل منهما وهو ما أفعله بكل الحرص والدقة والاهتمام
أما ردّي على الشق الثاني من السؤال فمما لا شك فيه أنني في غاية السعادة والامتنان لتجربة تدريس نصوصي في الجامعات المغربية والشكر هنا للأستاذة الأديبة المغربية لطيفة حليم التي قامت بتوجيه أنظار المسؤوليين عن جامعة القاضي عياض لأعمالي الشِعرية لتدريسها في الصف الثالث والرابع في كلية الأداب الأمر الذي أسعدني لأنه عرّف ويُعرِّف أبناء الشعب المغربي الشقيق بي وبأعمالي
ألوان: ألم تفكر في كتابة القصة أو الرواية باعتبارها فن إبداعي لا يمكن أن يخلو من شاعرية؟
الشاعر: لا لم أُفكر في كتابة القصة سواء القصيرة أو الطويلة لضيق الوقت ، حيث أشغل منصب رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الرسالة النصف شهرية وما يضيفه هذا المنصب من أعباء ومسئوليات كبيرة على صاحبه، هذا بالإضافة لانشغالي بالشِعر وبمحاولاتي المستمرة للتجويد والتجديد به للحد الذي يضمن ويحقق لي تكملة مسيرتي الشعرية الناجحة، وربما إذا توفر لي الوقت أقوم بذلك مستقبلياً إذا سمحت لي الظروف
ألوان: توالت زياراتك للمغرب في فرص عدة، وبما أنك تعرف المغرب والأدباء المغاربة ما هو تقييمك للأدب المغربي والتجربة الشعرية النسائية بالخصوص؟
الشاعر: الأدب المغربي في رأيي لديه من عوامل الاستقرار المجتمعي ما لم تتوافر لغيره من المجتمعات العربية الأخرى نتيجة حالة عدم الاستقرار الاقتصادي لدول الشمال الأفريقي حالياً ، هذا بخلاف اهتمام الحكومة المغربية بتنشيط ورعاية العمل الثقافي بكل أشكاله منذ سنوات، وتوجيه هذا الاهتمام لاكتشاف المواهب الأدبية والثقافية في جميع المجالات، وفي اعتقادي أن الشعب المغربي بطبعه يميل إلى الثقافة والتثقف ويهتم بإحياء التراث الثقافي المغربي والعربي
كذلك أرى بأن التجربة الشِعرية النسائية قد بدأت تتبلور منذ سنوات وإن كانت تحتاج لبعض الوقت لثقلها لتقديم أفضل ما لديها
ألوان: ما تعريفك للقصيدة الجيدة؟
:الشاعر: للقصيدة الجيدة عدة معايير لابد من الحرص على وجودها في النص الشِعري المُقدّم منها التالي
أولا: التجديد في الطرح للفكرة المطروحة
ثانيا: تطويع المفردات المعتادة لتشكيل قوالب وصور شعرية جديدة وغير معتادة قادرة على تقديم معاني جديدة ومتنوعة ممتعة ومبدعة أو قريبة من الإبداع
ثالثا: الحفاظ على الصوت الموسيقى والوزن والقافية للقصيدة العَمودية، مع التمتع ببداية قوية وحبكة منطقية وقفلة بقوة البداية أو أقوى منها، أما بالنسبة للشعر الحر فلابد من الحفاظ فيه على الصوت الموسيقى والمسافة الشعرية مع استخدام المفردات المتميزة والجديدة والمتنوعة القادرة على خلق وتقديم الصور الشعرية بشكل متميز، وأن تتوافر لدى صاحبها الموهبة الحقيقية مع مصداقية الإحساس
ألوان: ما رأيك في قصيدة الهايكو؟
الشاعر: اعتقد أننا لسنا بحاجة للتقليد بقدر حاجتنا لتجديد التعامل مع تراثنا الثقافي العربي، مع كل الاحترام لقصيدة “الهايكو” التي تنتمي للمدرسة اليابانية التي تختلف عن مدارس الشعر العربي التي تعاملت مع المدرسة الانجليزية والمدرسة الفرنسية ولكن بحذر، احترماً وحفاظا على تراثنا الثقافي وهويتنا العربية الجميلة والغنية بالكثير من الروائع الشعرية والأدبية
ألوان: كلمة حرة لقراء ألوان؟
الشاعر: أتمنى لقراء ألوان الأفاضل تقديم كل الدعم للأنشطة الثقافية العربية في المهجر ولكِ عزيزتي زهرة كل التوفيق ودوام النجاح الذي يتطلب المزيد من الجهد والمزيد من العطاء خاصة مع التطور اليومي المذهل الذي يتطلب المزيد من السعي للتطوير والتحديث بما يتماشى مع حاضرنا المعاش والمتطور بسرعة الصاروخ، وفي النهاية أُحب أن أجدد شكري لكِ ولفريق العمل في ألوان على هذه الاستضافة الصحفية الطيبة الراقية
!هزَّه أرضية زلزال ارتدادي
شعر: فريد زمكحل
أبقيتك في عمري بإصراري وعنادي
في كامل كياني وداخل فؤادي
لتتفهم حروفي دوري الجهادي
رغبة مشاعري وقرارها الأحادي
مع صحوة أناملي ودورها الريادي
في رسم الحقيقة في مشهدْ حيادي
بموافقة خيالي وقراره السيادي
ليَرسم وأكتُب وعلى الله اعتمادي
ويأتي إبداعي بشكل إنسيابي
يُداعب حنينه مشاعر ودادي
وإن قالو عني في العشقِ سادي
أُشعِل جنونِك بقربي وبُعادي
يا عاشقه لحروفي وأيضاً مِدادي
وكل ما فيكِ غيرْ اعتيادي
هزّه أرضية زلزال ارتدادي
يلهو بمشاعر أحزان سُهادي
وثورة حروف عاشت تُنادي
كيف تعشق لليومِ جلاَّدي؟
قلتُ .. جَلد الخيال للحروف عَادي
كـنايٍ يَصدحُ على وَقعةِ الشادي
فريد فؤاد زمكحل
:للشاعر عدة إصدارات أدبية وشعرية منها
“امرأة في سطوري: ” ديوان شعر ورسائل حب صدر عن الجمعية المصرية الكندية للفنون والثقافة والإعلام
يونيو 2000 ويتم تدريس بعض نصوصه كأدب لطالب الصف الثالث والرابع في كلية الآداب: جامعة
القاضي عياض ببني ملال في المغرب
“حبيبتي دائما: ديوان شعر صدر عن الجمعية المصرية الكندية للفنون والثقافة والإعلام سنة 2003
“أنشودة حلم: ديوان شعر صدر عن اتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع جريدة “الرسالة” في كندا سنة 2005
“الحبيبة والقصيدة: ديوان شعر صدر عن اتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع جريدة “الرسالة” في كندا سنة
.2007
“كلمات حائرة: ديوان شعر صدر عن منظمة الكتاب الأفرو-آسيوية الكندية في كندا سنة 2009
“بقايا خربشات: ديوان شعر صدر عن الجمعية المصرية الكندية للفنون والثقافة والإعلام بالتعاون مع جريدة
الرسالة سنة .2011
“رسالة إلى غبية : ديوان شعر صدر عن الجمعية المصرية الكندية للفنون والثقافة والإعلام بالتعاون مع جريدة
الرسالة سنة 2012
“بكاء يغنّي: ديوان شعر صدر عن جريدة الرسالة سنة 2014
“حكاية قصيدة: ديوان شعر تحت الطبع
الاستاذ الكبير فريد زمكحل من الأدباء الكبار المعروفين والذي يتصف بالعطاء المستمر فهو النبع الذي لاينضب..كاتب وشاعر
وانسان مثقف ….يمتعنا بكلماته شعرا ونثرا وله مواقف كثيرة وطنية وادبية.. وجريدة الرسالة من المنابر التي تجمع كل الاهتمامات في كافة المجالات .
حوار لطيف وجميل يعبر عن شخصيات راقية ..فيها ماقل ودل من كل الجوانب..
شكرا لكم .