معرض الفوتوغرافي المغربي عبد الرزاق بنشعبان
لوحات بالأبيض والأسود تجمع ما بين الواقعي والفني
: مكتب “ألوان ” بالدار البيضاء
يحتضن رواق باب الرواح من يوم 2 ماي الجاري وإلى غاية يوم 22 ماي الجاري معرضا للصور الفوتوغرافية للفنان والأستاذ عبد الرزاق بنشعبان؛ الذي يعتبر من بين الأسماء البارزة في فن التصوير بالمغرب
تعكس الصور، التي أثتت مختلف جدران باب الرواح، النظرة الفنية التصويرية لبنشعبان، كما أنها تؤرخ لبعض الفضاءات التي زارها هذا الفوتوغرافي المراكشي نشأة وتكوينا
يتميز معرض بنشعبان بكونه يقدم لزائره صورا باللونين الأبيض والأسود تجمع بين ثنائية الواقع والفن، حيث إن بعض الصور تجعلك تقف أمامها وتطيل النظر فيها لدقائق كما لو أنك تبحث عن سر لفهمها
وتشترك مختلف صور المعرض الفوتوغرافي في كونها تقدم لمحة فنية عن علاقة الفوتوغرافي بالإنسان سواء كان ذكرا أم أنثى، صغيرا أم كبيرا.. وقد ساهم اللونان الأبيض و الأسود في إعطاء هذه الصور، في أحجامها المختلفة، إمكانيات عديدة للقراءة و التأويل والتفسير
وفي هذا الإطار، كتبت الفوتوغرافية والباحثة الجامعية “آية أزدو” في إحدى صفحات سلسلة “دفاتر فوتوغرافيين مغاربة“، التي تنشرها” الجمعية المغربية للفن الفوتوغرافي“،
مشيرة إلى أن المصور بنشعبان: أينما ارتحل أو ساح، كان يلتقي بأناس متناغمين مع بيئاتهم الطبيعية، ومرتبطين أشد الارتباط بأرضهم و ثقافتهم. وقد سجلت شبكية كاميراته بانوراما من الشعوب والمناظر الطبيعية والثقافات التي منحت نفسها لنظرته بسخاء. فلم يكن عليه سوى الضغط على زر كاميرته ليوثق هذه اللقاءات التي لا تنسى
وتابعت أزدو قائلة بأن هذا الفوتوغرافي اختار البحث عن خصوصيته الفنية عبر السفر والترحال إلى أمصار جديدة وإلى عبور شمال إفريقيا من مراكش إلى ورزازات، ومن الراشدية إلى فجيج، ومن بلاد مزاب إلى عين الصفراء، ثم إلى واد الصوف وصولا إلى جبل موسى في سيناء
وأضافت الكاتبة معتبرة أن فن الفوتوغرافيا عند بنشعبان قصة حياة تمتد من أيام المراهقة إلى اليوم. تقول أزدو: إن كل لقطة عند بنشعبان هي عبارة عن لوحة قماشية يرسم عليها العالم لكن على طريقته الخاصة. إنها سمفونية بصرية تبحر بها إلى عالمه المستقبلي، حيث تتراقص الإضاءة على إيقاع فني كاشفة عن الجمال المختبئ في الزوايا المتعددة للوجود
عبد الرزاق بنشعبان ولد وترعرع بمدينة مراكش سنة 1959. و مازال يعيش بهذه المدينة الحمراء حيث يعمل في مجالات فنية عديدة كما يدير متحفا خاصا للعطور
وسبق لبنشعبان أن عرض صوره الفوتوغرافية منذ ثمانينيات القرن الماضي في العديد من المعارض الفردية والجماعية، سواء داخل المغرب أو خارجه. واحتفت كثير من الألبومات والمجلات المحلية والأجنبية بفنه الفوتوغرافي، الشيء الذي جعله في قائمة المتوجين بأكثر من جائزة. أما على مستوى الكتابة، فلا تخلو المكتبة الوطنية من كتب تحمل اسم عبد الرزاق بنشعبان
