…الوهم والوسواس
الوهم والوسواس: فهم الظاهرة أولا والتعامل معها
-عبد الرحمن الكردوسي-القاهرة
يعتبر الوهم والوسواس من الظواهر النفسية التي يعاني منها العديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم، فهم هذه الظاهرة والتعامل معها يعد أمرًا هامًا للغاية، حيث يمكن أن يؤثر بشكل كبير على جودة حياة المصابين بها
يشير مصطلح الوهم إلى الاعتقاد الخاطئ أو الفكرة الخاطئة التي تتشكل في ذهن الشخص دون أن تكون مبنية على وقائع حقيقية، يمكن أن يكون الوهم متعلقًا بالمظاهر الجسدية مثل الألم أو الأمراض، أو بالجوانب النفسية مثل الثقة بالنفس والقدرات الشخصية، قد يكون الوهم نتيجة لتفسيرات خاطئة للأحداث أو بسبب انتباه زائد للتفاصيل السلبية، وقد يتسبب في التوتر النفسي والقلق المستمر وتأثير سلبي على الحياة اليومية للفرد
الوسواس هو نوع من اضطرابات القلق يتميز بحدوث أفكار متكررة ومشاعر قوية للقلق والخوف والرعب، يمكن أن تكون الأفكار المتكررة أفكارا غير مرغوب فيها وتتسبب في إزعاج وتوتر للشخص المصاب بها، على سبيل المثال، قد يعاني الشخص من وسواس بالتنظيف القهري، حيث يشعر بأنه يجب عليه غسل يديه بشكل متكرر ومتواصل للحفاظ على النظافة، على الرغم من عدم وجود أي تهديد حقيقي للصحة
تعد الأسباب المحتملة للوهم والوسواس متعددة ومعقدة، قد يكون للعوامل الوراثية دور في زيادة عرضة الفرد لهذه الاضطرابات، كما يمكن أن تلعب العوامل البيئية، مثل التوتر النفسي أو التعرض لأحداث مؤلمة، دورًا في تفاقم الوهم والوسواس، بعض الدراسات أشارت أيضاً إلى أن التغييرات الكيميائية في الدماغ قد تلعب دورًا في حدوث الوهم والوسواس
تشخيص الوهم والوسواس يتطلب استشارة طبية من قبل أخصائي نفسي متخصص، يتضمن التشخيص تقييم الأعراض وتحديد ما إذا كانت تتسبب في تدخل في حياة الفرد اليومية، قد يتطلب ذلك أيضًا استبعاد أي أسباب جسدية أخرى قد تكون مسؤولة عن الأعراض المشابهة
يتوفر العديد من العلاجات المختلفة للوهم والوسواس، بما في ذلك العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي والعلاج النفسي، يمكن أن يشمل العلاج الدوائي استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب أو المضادة للاضطرابات القلقة للمساعدة في تقليل الأعراض، يهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى مساعدة الأفراد على تغيير أنماط التفكير السلبية والمعتقدات الخاطئة التي تسبب الوهم والوسواس، يمكن أن يكون العلاج النفسي، مثل العلاج الحديث بالحديث أو العلاج العائلي، فعالًا في مساعدة الأفراد على التعامل مع الوهم والوسواس وتحسين جودة حياتهم
فهم الوهم والوسواس يعد خطوة مهمة نحو التعامل الفعال مع هذه الاضطرابات النفسية، ينبغي على الأفراد المصابين البحث عن المساعدة المناسبة من خلال الاستشارة الطبية والعلاج المناسب، يجب أن يكون هناك توعية أكبر في المجتمع بشأن هذه الظاهرة وتقديم الدعم والتفهم للأفراد الذين يعانون من الوهم والوسواس، حتى يتمكنوا من العيش بحياة صحية ومستقرة