قصيدة جديدة للشاعر عبد العزيز سارت
خمرة السالكين
حمرة الورد
بين ربيع و صيف
تنعقد
و داليتي في قاع
خابية مجهولة
طال بها الأمد
سيأتي عليها يوم
تطوف الكؤوس بمائها
فلا يحصي شاربها
عد و لا عدد
ما كل و اضعة
بمرضعة لمن تلد
و ما كل امرئ
يفي بما يعد
فهل نسي العنقود
سيرته
أم شتتت شمله
غيرة
سيفها حسد
زينت بها الموائد فاكهة
فلما دارت كؤوسها
صاح القوم
انتهوا عنها و ابتعدوا
فتاه في سرها
أهل الذوق
يفسرون سحرها
بما شهدوا
و نظموا فيها القصيد
و رقصت لها الجواري
بما ينشرح له الفؤاد
و الجسد
فحسبي منك
يا خابيتي
اني بجوارك
أرى الهم يغيب عني
و يبتعد
فأرى بهجة الدنيا
تطوف حولي
و تطلب الناس ودي
تلح و تجتهد
يا من أطاوع فيك سكري
فيغلبني
حين تزدحم الأقداح
في رأسي و تتحد
فأستيقظ بصوتك
ينشد في أذني
مواله الشجي
فتنهض مهجتي و تتقد
فكيف تحتمل
يا كأسي
بشاعة أزلاف
و قبح قوم
حين تنتقد
كأس في حضرة
أهل الفيض
فاض إكسيرها
و ما أفشى سرها أبدا أحد
فأدمن عليها فقراء لله
سائحون في سبيله
يرفع الله شأنهم
كلما سجدوا
شربوا حب الله
فأحبوا الناس
فسخر لهم مما لا يعلمون
العون و المدد
قدروا الله حق قدره
لسانهم القرآن
و السنة الغراء
يسردها المتن و السند
يرتلون كلام الله جماعة
شروقا و غروبا
في ربوع مغرب
به الوقف هبطي
و ورش معتمد
علماؤهم و أعلامهم
نجوم في سمائهم
بين قوم ارتقوا
كلما صبروا
و فازوا كلما صمدوا
لك الولاية و الولاء
يا أغلى وطن
و لأهلك القمم العليا
كلما صعدوا
حازوا الحسنى
فبوركت تجارة
توثقت بها سبل الإيمان
و اشتد بها العود والعضد
يصلون على النبي
و هم سكارى من محبته
يرفعون لواء محمد
أينما نفذوا
تاجروا في البر
لوجه الله
واستبقوا الخيرات
فما غلت أيديهم
و ما اقتصدوا
و هبوا أنفسهم لله
حتى صاروا من أهله
فزادهم الله إيمانا
و استوى فيهم فعل و معتقد
فأنعم بهم من سالكين
طريق الهدى
لا خوف عليهم
و فيهم نور من الله
به انفردوا
عبد العزيز سارت
لوڤن، 20 مارس 2024