راضية الحداد: تطريزات تاريخية ( 3 )

راضية الحداد:  تطريزات تاريخية ( 3 )

راضية حداد : رمز للنضال السياسي من أجل تحقيق المساواة بتونس

تتابع ألوان نشر سلسلة من المقالات من إعداد الأستاذة ثريا الطاهري الورطاسي عن نساء تركن وقعا وأثرا في التاريخ  السياسي والمجتمعي، بجهودهن  ومشاركاتهن في التغيير لصالح الإنسانية، وهكذا اخترنا نساء من المغرب العربي، كانت أولاهن السيدة الحرة من المغرب، ثم السيدة  جميلة بوحيرد من الجزائر، والآن السيدة  راضية الحداد من تونس

ألوان

          ذ. ثريا الطاهري الورطاسي

“ارتأيت أن أحط الرحال في هذه الوقفة الثالثة عند أحد الأسماء اللامعة في “الحركة النسوية التونسية

هي سيدة ولدت وعرفت باسم  راضية بنت صالح بن عمار في السابع عشر من مارس  1922 ، وهي سليلة اسرة بورجوازية، وحفيدة للعربي زروق من جهة الام الذي يعتبر أحد رموز الحركة الاصلاحية خلال القرن 19 ومن معارضي اتفاقية (باردو) التي بموجبها دخلت تونس تحت الحماية الفرنسية ، وفي سن الثامنة عشر تزوجت من ابن خالتها المسمى حمودة الحداد وخلفت منه ولدين هما بشير ومحمد ، وابتين هما نائلة وليلى . وقد واجهت الكثير من العراقيل التي منعتها من الانخراط في منظومة التعليم العالي ، ومع ذلك فقد تمكنت من اكتساب ثقافة واسعة اهلتها للانخراط الطوعي في حركية مواجهة الاستعمار الفرنسي عامة ، والعمل الخيري التطوعي ، وهكذا نجدها قد عمدت إلى جمع التبرعات تضامنا مع مساجين ” الزندالة ” السياسيين ، وفي أوسط اربعينيات القرن الماضي حملت التبرعات لفائدة الحي الزيتوني المحاذي لجامع الزيتونة بالمدينة العتيقة بتونس العاصمة ، كما ساهمت في تكوين اول فرقة كشفية نسائية تابعة لمنظمة الكشافة الإسلامية ، والتي ستتحول الى ” حبيبات الكشافة ” لتتولى رئاستها فيما بعد . وفي 1956 تم انشاء الاتحاد القومي التونسي تولت فيه منصب نائب امين المال ، لتتولى بعد ذلك مهمة رئيسة هذا الاتحاد، وتستمر به إلى غاية 1972 .وعلى اثر التخلي عن التجربة التعاضدية سنة 1969 وتصدع الاجماع داخل الحزب الحاكم ، والمواجهات التي حدثت بين السلطة واتحاد الطلبة في تونس ، عبرت ” راضية حداد ” عن رفضها للسياسة الاستبدادية المتبعة من طرف النظام والمتجلية في القمع والسجن والاحالات التأديبية على الخدمة العسكرية ، وابتدأت المضايقات تطالها وجدت نفسها مضطرة إلى تقديم استقالتها من الاتحاد القومي التونسي ، وتعاطفت مع التيار الذي غادر الحزب والمعروف بالديمقراطيين الاشتراكيين ، وتم ابعادها من كل المناصب السياسية داخل اللجنة المركزية للحزب ، ومما جاءفي إحدى مذكراتها انها ( كانت ملاحقة أينما حلت ) وهكذا حوكمت بالسجن في 1974 بتهمة تجاوز الثقة

تظل السيدة( راضية حداد ) رمزا للنضال السياسي من أجل تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في جميع المجالات ذات الصلة بالتعليم والعمل والسياسة ، والدفاع عن حقوقها في الميراث والطلاق والوصاية على الأطفال، كل ذلك إلى جانب الكثير من مناضلات الحركة النسوية بتونس أمثال: بشيرة بن مراد وفاطمة بوبكر ورفيقة بزنار وشريفة عباس وغيرهن . ورغم انهن غائبات عن كتب التاريخ والبرامج الدراسية في المدارس والجامعات ، فإن ذلك لا يمكن أن يمحو أو ينسي نضالاتهن ودورهن الفعال وتضحياتهن الجسام في حركية النضال التونسي
وقد توفيت راضية حداد في 20 أكتوبر 2003 ، بعد أن تركت ارثا نضاليا غنيا ، وتبقى بحق رمزا هاما للنضال النسوي في تونس والعالم العربي

ثريا الطاهري الورطاسي 

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية المديرة المشرفة على موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بهموم مغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر رابط الموقع: Alwanne.com