حي الحبوس بالدار البيضاء
منطقة الحبوس بالدار البيضاء: تاريخ للمعرفة
كلمة الحبوس تعني الأملاك التي تبرع بها أفراد مؤسسة خيرية ، وبذلك تصبح ملكية لا يمكن التصرف فيها ، وتديرها وزار ة الاوقاف والشؤون الاسلامية
أقيم حي الحبوس على أرض تسمى ” بخير لكرازم ” المملوكة للتاجر اليهودي حاييم بن دهان وشركاؤه ، وتبلغ مساحتها 41600 متر و قد وقع على العقد السلطان مولاي يوسف في 13 مارس 1917 ، وقد استقبلت هذه الأرض قصر السلطان الذي تكلف ببنائه الأخوين بيير توزيو، وبعد ذلك تم بناء درب الحاجب تحمي – درب سیدنا – درب الحبوس – المحكمة ، استمر بناء هذا الحي على دفعات متتالية من 1918 حتى 1955 وتطلب توسيعه شراء 5 هكتارات من ورثه حاييم من دهان بناء على فكرة بيرناي صمويل مدير الحبوس في عام 1916 وهنري بروست مخطط المدينة المنصب عليها من طرف المقيم العام ليوطي، وكان الحي مخصصا للسكان المغاربة ذوي الدخل المتواضع . وأسندت مهمة التصميم للمهندس المعماري ألبرت لا براد وتم استبداله في نهاية 1916 بأدمون بريون واوغست كاديه (سنعود إلى حياته في الجزء الثاني من هذا المقال ) الذي تكفل بمفرده بتصميم الحي يبدو الحي كبنية متشابكة ، معارض مقببة تحتوي على محال تجارية – ساحات – أسواق – زقاق – متاهات ، جودة يمكن رؤيتها على الأبنية الكبيرة كالمساجد – المحكمة ، المنازل
تجمع الحبوس هندسيا بين ملامح الهندسة المعمارية الإسلامية الكبرى وقواعد التخطيط الحضري الحديثة، وتعتبر خليطا فريدا في المغرب بحيث تم تجسيدها وتنظيمها بشكل رائع في مساحة محدودة لتكون واحة عربية ،وقد تم بناء الحي مكان الحصن بروست جزء من الهيكل العسكري للاحتلال الفرنسي على هضبة مرس السلطان وعلى طول طريق مديونة ( محمد السادس ) وخط السكة الحديدية ، سكان الحي من أصول متواضعة ، ويمكن اعتباره حيا لتداخل الطبقات الاجتماعية ، وله سمة هو أنه يعتبر واحدا من الأماكن القليلة التي تجمع بين المراجع للمساكن الريفية أو لتلك الساحلية بالنسبة للمنازل الأقل حظا، و المراجع للهندسة الحضرية المتقنة بالنسبة للمنازل الكبيرة، ومع ذلك تختلف هذه المنازل عن نماذجها في نقطتين أساسيتين : تحديثها بإدخال نظام الصرف الصحي والخرسانة المسلحة و الكهرباء والاهتمام الخاص المولى لتكوين أجزائها التي نستفيد من خبرة المهندسين. أما من حيث التخطيط لم يتم اغفال اي شيء لتكوين العناصر التسلسلية للمساحات العامة (الأشجار – نافورات – الزليج – المقاعد) الاروقة المغطاة بالأقواس – الفناء – الأزقة و بالرجوع إلى مؤلف ( خصوصية شوارع الحبوس المعد من طرف السيد عبد اللطيف فوز : نجد ان هذه الشوارع تعكس تاريخه وهويته حيث تبرز الحرف والمهن وحتى الشخصيات البارزة : شارع الصباغين / شارع الخرازين / شارع السراجين / شارع الجزارين / شارع الذهبيين / شارع المهندس / شارع الفخارين / شارع المؤذن / شارع الجزماكيين شارع الحادرين / شارع النجارين / شارع اهل فاس / سارع فقيه جاي / شارع الزموري
أسماء الأحياء و الأزقة : درب الاحباس / زنقة الامام الغزالي / زنقة اهل فاس / زنقة المهندس / زنقة الجوطية / الزنقة مولاي امين الزنقة المكينة / الزبية الفقيه البناي / زنقة الفقيه الكباص / زنقة الحاج المفضل / زنقة ابن بطوطة ابن بطوطة / زنقة الفران
:يضم الحبوس ساحتين رئيسيتين
ساحة مولاي يوسف مرتبطة بجامع اليوسفي الذي بناه كاديه و بريون بين عامي 1921 / 1923
ساحة المسجد الحمدي الذي بناه اوغست كادي بين عامي 1934/1932
حي هاديء وسط مدينة صاخبة،يغشاه عبق
والتاريخ الحضارة الإسلامية والتراث والثقافة
حي هاديء وسط مدينة صاخبة،يغشاه عبق الحضارة الإسلامية والتراث والثقافة و التاريخ