ختان الإناث: العادات التي لم تنته في عالم النساء بعد
التحديات وجهود متوالية للقضاء على ممارسات ختان الإناث
في 20 كانون الأول/ديسمبر 2012، اعتمدت الجمعية العامة القرار 146/67 الذي دعت فيه إلى الاحتفال بيوم 6 شباط/فبراير بوصفه اليوم الدولي لعدم التسامح مطلقا إزاء تشويه الأعضاء التناسيلة للإناث، واستغلال هذا اليوم في حملات إذكاء الوعي بهذه الممارسة واتخاذ إجراءات ملموسة لإنهاء هذه الممارسة
في اليوم الدولي لعدم التسامح مطلقا إزاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، ننضمُّ إلى الفتيات في جميع أنحاء العالم اللاتي يدافعن عن حقوقهنَّ بإلحاحٍ وإصرارٍ كبيريْن، ويحرصن على إشراك قريناتهنَّ وأُسَرهنَّ ومجتمعاتهنَّ المحلية وحكوماتهنَّ من أجل وضع حدٍّ نهائي لهذه الممارسة الضارة التي تعد أحد أعمال العنف القائم على النوع الاجتماعي ، كما وعد المجتمع الدولي في خطة التنمية المستدامة لعام 2030. م
يعرف ختان الإناث بأنه إزالة الأجزاء التناسلية الخارجية للإناث أو تعديلها لأسباب غير طبية، يتم تنفيذ هذه العملية بشكل أساسي في بعض البلدان الأفريقية والعربية وبعض المجتمعات في آسيا، وعلى الرغم من أنه يُدعى في بعض الأحيان أن الختان يتم لأسباب ثقافية أو دينية، إلا أنه لا يمت للدين بصلة ولا يوجد أي أساس ديني لتبريره
يعاني النساء والفتيات اللاتي يتعرضن للختان من آثار صحية ونفسية خطيرة، يمكن أن يتسبب الختان في نزف حاد، التهابات مزمنة، صعوبات في التبول، آلام مزمنة، إعاقة القدرة الجنسية، مشاكل صحية خلال الولادة، وحتى الموت في بعض الحالات، بالإضافة إلى ذلك، يتسبب الختان في مشاكل نفسية مثل الصدمة النفسية، الاكتئاب، القلق، انخفاض التقدير الذاتي وصعوبات في التكيف الاجتماعي
مع تزايد الوعي والتحركات الدولية لمحاربة ختان الإناث، هناك تحول إيجابي في بعض المجتمعات، تسعى الحكومات والمنظمات غير الحكومية والأفراد إلى توعية الناس بالمخاطر الصحية والنفسية للختان وتعزيز التغيير الاجتماعي والثقافي. إذ تتمثل جهود القضاء على ختان الإناث في تعزيز التعليم والتوعية، وتوفير خدمات الرعاية الصحية والنفسية للنساء والفتيات المتضررات، وتشديد القوانين التي تجرم ختان الإناث وتعاقب المخالفين
على الصعيد الدولي، تعمل منظمات مثل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية على تعزيز الوعي وتعزيز الجهود العالمية للقضاء على هذه العادات الموروثة، وقد تم اعتماد قرارات وتوصيات دولية تحث الدول على اتخاذ إجراءات قوية لمكافحة ختان الإناث وتوفير الحماية للفتيات والنساء المهددات بذلك
لا يزال هناك الكثير من التحديات التي تواجه جهود القضاء على ختان الإناث، تشمل هذه التحديات التقاليد القبلية التي ما زالت النساء العواجز يمارسنها كجزء من العادات المتوارثة عن جداتهن، وعدم الوعي الكافي بالمخاطر الصحية والنفسية لذلك ، و لغياب و ضعف التشريعات والنظم القانونية التي تحظر الختان وتعاقب المخالفين
في هذا اليوم ، يجب أن نواصل العمل للقضاء على ختان الإناث وحماية حقوق الفتيات والنساء في جميع أنحاء العالم، و تعزيز التوعية والتعليم وتقديم الدعم والرعاية للنساء والفتيات المتضررات من الختان، وعلى الحكومات المعنية في تلك البلدان أن تتخذ إجراءات قانونية صارمة لمكافحة هذه السلوكيات ، وتشديد القوانين و معاقبة المخالفين