“شعيب حليفي في “خط الزناتي

“شعيب حليفي في “خط الزناتي

الإبداع والكتابة هما وسيلتان للمقاومة

استحضار للهوية وانتصار للحياة
متابعة: نادية بوراس                                                                                                                                                                                                  
احتفالا باليوم العالمي للغة العربية نظم المركز الثقافي عين حرودة يوم الأربعاء 20 دجنبر 2023 حفل تقديم الرواية الجديدة للكاتب والروائي شعيب حليفي “خط الزناتي”
افتتح منسق اللقاء الفنان التشكيلي شفيق الزكاري الحفل بكلمة شكر للمركز، وترحيب بالحضور، وعبر عن سعادته بالمشاركة في الاحتفاء بآخر أعمال الروائي والأكاديمي شعيب حليفي، الحاصل على جائزة المغرب للكتاب في صنف السرد لسنة 2020. ثم قدم قراءة مركزة للرواية موسومة ب “ازدواجية الكتابة في رواية خط الزناتي”. وبعد أن أشار إلى عمق الرواية وطبقات المعنى فيها، توقف عند فصولها وأحداثها التي يتداخل فيها الواقعي بالتخييلي، مشيرا إلى تنوع شخصياتها الحيوانية والإنسانية وفضاءاتها البدوية؛ كما أكد أن أهم ما يميز الرواية هو الدقة في الوصف والملاحظة لطباع الشخصيات والأماكن بمختلف أشكالها؛ الشيء الذي يجعل الرواية، من منظوره الفني، لوحة تشكيلية تحمل صورا بلاغية تعبيرية عن البيئة المغربية
وفي مداخلته “الغابر الظاهر في رواية خط الزناتي” استهل د.عبد الإله رابحي، كلامه بالتمييز بين نوعين من الرواية: الرواية العفوية، والرواية المفكر فيها، وأدرج روايات المؤلف شعيب حليفي في الصنف الثاني، الذي يستمد مرجعيته من التاريخ والواقع المغربيين، مما يجعل رواياته تندرج ضمن مشروع روائي متماسك ومتكامل، بحيث يصعب قراءة عمل دون سابقه، ولذلك فهو يعتبر رواية حليفي “خط الزناتي” الصادرة سنة 2023، تكملة واستمرارية لأحداث وشخصيات وروح رواية “لا تنس ما تقول” والتي صدرت سنة 2019. ووفاء لهذا المشروع تستثمر “خط الزناتي” لبناء عوالمها الممكنة شخصية “عبد الله الزناتي”، وهو من رجالات المغرب في القرن الثاني عشر الميلادي، وصاحب كتاب :الفصل في أصول علم الرمل
وقد اعتبر رابحي أن رواية “خط الزناتي” تنقسم إلى خطين منفصمين ومتصلين في الوقت نفسه؛ خط ظاهر واقعي وطبيعي، متاح للعامة، وآخر باطني وعجائبي موجه للخاصة، مؤكدا أن الرواية تحمل رؤيتين تصدران عن السارد الراشد/ والسارد الطفل، وقد تمثل ذلك، بالنسبة له في اختيار خطين مختلفين لكتابة الرواية، خط مضغوط وآخر عادي. واقترح المتدخل على القارئ التمييز، أثناء قراءة الرواية، بين صوت الطفل وهو يكلم الحيوانات، ويتماهى مع عالمها، وصوت الراشد، وهو ينثر في كلامه حِكما تنبش في قضايا حياتية ومجتمعية وفلسفية، لأن هذه الرواية هي في النهاية تثير أسئلة ترتبط بالحياة والواقع
وفي كلمته التي شكر في بدايتها الحضور والمنظمين للقاء، والذين سبق أن عمل معهم على الاحتفاء بتاريخ وتراث زناتة، أكد الروائي شعيب حليفي على أن الإبداع والكتابة هما وسيلتان للمقاومة ضد كل أشكال التوحش والانحراف الأخلاقي والاجتماعي، سيما إذا كان هذا الإبداع يمتح من ثقافتنا العربية والمحلية. وبخصوص الرواية، فقد أكد المؤلف أن “خط الزناتي” امتداد لكتابه ما قبل الأخير “سبع رسائل إلى صالح بن طريف”، وهي إحياء واختبار لذاكرته في استحضار هويته وأصله، لذلك جاءت انتصارا للحياة ولمتخيلنا الشعبي البسيط. إنها رواية تحكي عن يوم واحد، بنهاره وليله، وتنقل لنا تفاصيل الاحتفاء بنهاية موسم الحصاد وببهجة الحياة في البادية المغربية، احتفاء تشارك فيه إلى جانب الإنسان كل مكونات الطبيعة من شجر وطير وحجر وحيوان. ويقف حليفي في كلمته كذلك على بعض شخصيات الرواية أو كائناتها خاصة الكلبة سوسو والكلب الكرطيط والشيخ البرغوت وفيطنة الحمّادية ليشير إلى أنه رغم إقامته بالمدينة، فالبادية بأناسها البسطاء وعناصرها الطبيعية كانت دائما تجذبه وتستهويه تفاصيلها الصغيرة وتشكل على الدوام مصدر إلهام له، وهذا يجعله يلح على أن أفكارنا وتخييلنا يجب أن ينبعث من تاريخنا وخيالنا وثقافتنا العربية، باعتبارها منبعا خصبا للإبداع، من أجل مقاومة كل أشكال انحطاط الذوق وخراب الوجدان التي غدت تحيط بنا خاصة من مواقع التواصل الاجتماعي، ومن يدّعون التأثير فينا
واختتم اللقاء، بتفاعل كبير من الحضور مع الكاتب وروايته والأستاذين المتدخلين، وقدمت المداخلات إضافات وطرحت أسئلة حول اهتمام الرواية الملفت بالحيوان، وتوظيفها الفني الجمالي للبيئة وعناصرها، وحضور الثقافة المحلية عموما والأغنية الشعبية بالخصوص في مشروع حليفي الروائي، والحدود بين الروائي والتاريخي

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية مديرة وإعلامية موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بمغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام. Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر رابط الموقع: Alwanne.com للتواصل و المراسلات:jaridatealwane@alwanne.com