أقصوصة للكاتب المغربي عبد الرحمن بوطيب

أقصوصة للكاتب المغربي عبد الرحمن بوطيب
            الأستاذ عبد الرحمن بوطيب

“أنا الكاتب”

تحية طيبة، أنا الموقع أسفله، لي شرف تقديم نفسي إليكم، بكل فخر واعتزاز
أنا مشروع كاتب، كاتب قصص، يعني بلغة النقد، قاص
كما تعرفون، أنتم تجهلون اسمي، الأمر بسيط، ذلك أنني لم أكتب في حياتي قصة، أكيد أنني مغمور في سوق الكِتاب، لكنني أحب أن أكون مشهوراً أكثر مما اشتهر عباقرة القصة العرب وغير العرب عبر التاريخ
نعم، أنا مشروع طموح، السر في ذلك أنني مهووس بالنجاح، نجحت في مجال تدوير النفايات، وفي مجال البناء العشوائي، وفي مجال استيراد مكملات غذائية لا نفع منها، آه… نسيت أن أخبركم أنني نجحت سنوات عديدات في تنظيم مهرجانات سباق الحمير
الحمار حيوان صبور، لهذا أحببته وتعلمت منه أن أصبر كل الصبر، وأنا أبني مشاريعي التي راكمت منها أموالاً سائلة العملة، وأرصدة في البنوك، ودفاتر شيكات، وصديقات كثيرات، وقليلاً من الأصدقاء
الذكور طماعون، لا ثقة فيهم
النساء لطيفات ودودات جميلات محبوبات، لهذا تكرمت عليهن بفتح علب ليل مبهرة صاخبة راقصة مطعمة ساقية يرتدنها بالمجان رفقتي، وما أنا ببخيل معهن
أكيد يا كرام أن الشهرة تتطلب المقام الرفيع، أنا أحب البهرجة والتزاويق والديكورات الرفيعة، ومكتبي — أنا مشروع كاتب القصة، يعني القاص— يجب أن يكون في مستوى المقام
نعم، سأستقبل جحافل الناشرين والمستشهرين والمعجبات والمعجبين وصفوفاً مصفوفة من الصحفيات والصحافيين، لهذا وجب علي أن أوفر لهم الفضاء المناسب للاحتفال البهيج بنجاحاتي المنتظَرة
مكتب واسع أنيق، أثاث فاخر، مشرب، مرقص، منصة تتويج، وسكرتيرة لذيذة
شرطي الثاني في سيرة السكرتيرة
— بعد اللذة — أن تكون متمرسة بالكتابة، وبالغناء، وبالرقص الشعبي والشرقي والغربي والصيني والإفريقي والروماني والإغريقي… والبلدي
على ذكر البلدي، أنا أحب الدجاج البلدي، والأرانب البلدية، والعيون البلدية، وأحب الفساتين الغربية القصيرة، القصيرة جداً كنوع القصة التي أحب التخصص فيها، القصة القصيرة جداً، لا وقت لي يسمح بإبداع القصة الطويلة من مئات الصفحات، لدي مشاريع أخرى كما عرفتم، أنا مفتون بالمشاريع والمشروعات والممنوعات
كل دقيقة من وقتي صالحة لزيادة رقم بين أرقام رصيد من أرصدتي العديدة
هي أرصدة عديدة لأنني لا أثق في أسواق المال والبورصات، لو خسرت مشروعاً ما فلن أخسر إلا رصيده وحده، أنا عبقري
أبشركم، سأكون عبقرياً أكثر في إنتاج القصص القصيرة جداً
من الضروري أن أخطط بحكامة لصناعة أي قصة، لابد من الوقت المناسب، والأجواء المناسبة
اليوم نجحتْ في اختبار اختيار السكرتيرة، عصفورة صغيرة، أكيد هي ليست طفلة، هي شابة محترمة، تملأ العين، وتسر الناظرين، وحتى البسمة منها ساحرة، وغمزة العين ذكية
أجمل ما فيها أنها أدت الوصلة الغنائية الراقصة في الاختبار بطريقة مذهلة، كانت تتخلص من ثقيل الثياب و خفيفها كلما ارتفعت حرارة جسدها الممشوق على إيقاعات عالمية مختلفة، من كل فن طرف
لن أخفيكم سراً، لقد خطفتْ عقلي وهي تحدثني عن أصدقائها المثقفين المحبوبين، تولستوي، جبران، هيروشيما، رامبو، كولومبو، الشيخ العسري، وغيرهم من المشهورين، أه، نسيت أنها معجبة بالمؤلف الفذ صاحب كتاب الروض العاطر في نزهة الخاطر، لقد حفظتْ كل حروفه جملة وتفصيلاً، وتدربتْ على تشخيصها بإتقان، كم هي رائعة
الليلة سنبدأ العمل، ستكتب لي سكرتيرتي المثقفة اللذيذة قصة قصيرة جداً في ليلة حمراء طويلة
والنشر سيكون في القريب العاجل
انتظروا نجاحات مشروعي
…ولا تنسوا أن تحضروا لي بعض القنينات العتيقة في حفل افتتاح معرضي الأول
قنينات لذيذات من “سوق الكلب”
أخوكم الكاتب المشهور جداً
هذا هو توقيعي، على منوال القصة القصيرة جداً
“عبد الرحمن بوطيب”                                                                                                                                                           
تنبيه: عبد الرحمن بوطيب ليس هو كاتبنا المشهور جداً، إن هو إلا ناقل خبر، وما ناقل الكفر بكافر 

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية المديرة المشرفة على موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بهموم مغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر رابط الموقع: Alwanne.com