ابراهيم العلمي..نجم في أعراسنا

إبراهيم العلمي أحد حراس أصالة الأغنية المغربية
بقلم: عبد المجيد شكير
هو فنان محبوب اجتمعت على عشقه العامة والخاصة، وهو مطرب شعبي تحضر أغانيه في أعراسنا وحفلاتنا المغربية، ومن ابداعه تفجر لحن يشدو لمدينة افران كاشفا عن فتنتها الساحرة: (محلا افران وجمالو/ محلا عشية بين اغصانو ….) مما ايقظ كوامن الغيرة والشوق لدى قريناتها من المدن والمناطق، وكم رددنا معه ووراءه ـ كبارا وصغارا ـ : (يا اللي صورتك بين عينيا / كيدير قليبي حتى ينساك / ايام وسنين هي هي / وكل يوم كنترجاك …) ومن منا لم يعشق روائعه الذائعة على كل لسان : (هذا شحال هذا شحال ـ يا الناسي العهد ـ دوب يا قلبي دوب ـ خليني بعيد ـ ايت اورير ـ خليك معايا ـ حيرة ـ انت راك داري ـ ديما نخمم فيك ـ ياسلام ….) وهاهم كبار الفنانين تستهويهم اغنياته فيرددونها في جلساتهم الخاصة وحفلاتهم العامة (عبد الهادي بلخياط ـ اسماعيل احمد ـ عبد الحي الصقلي ـ لطيفة رأفت ـ عتيقة عمار …) بل ان الحانه تجاوزت الحدود فوصلت الى العالم العربي بشرقه وخليجه (المطرب نبيل شعيل مثلا)، انه الفنان المطرب ابراهيم العلمي.
يتميز صوت ابراهيم العلمي بدفء نادر، وكان ذكيا في اغانيه وهو يستغل مناطق الجمال فيه، ويعري عن خباياه الساحرة، واما الحانه فاكسبها حلة مغربية صميمة تقطر عذوبة ورشاقة، انه بحق احد حراس اصالة الأغنية المغربية، مثله في ذلك مثل محمد فويتح وآخرين، في الحانه تلتفت الاذن الى ايقاعات شعبية راقصة مما قربها من القلوب، ولنا ان نذكر له هنا القطع الآتية ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ : (يا لبيضا يا لبيضا ـ امساك امساك ـ الليل الليل ـ توبة ـ شغلت بالي ومشات …) .
بنظرة فاحصة على انتاجه الفني، تستوقفنا ملاحظة اساسية الا وهي ندرة القصيدة عنده، فهو لم يلحن الشعر العربي الا قليلا جدا كما هو الشأن في قصيدة (اهديتها قلبي) كان كل تركيزه على الزجل، بعضه كان من تأليفه هو مثل (يا الساخي بياـ الله يسامحك …) والبعض الآخر تناوب على تأليفه كل من البشير العلج (ظالمني ليه ياحبيبي …) وعمر الادريسي (غضبان عليا ومخاصمني …) وآخرين، واحيانا كان يغني الزجل المطعم بمفردات من اللهجة المصرية مثل (يا اللي داب في هواك قلبي).
كانت اعمال ابراهيم العلمي عموما مضمونة النجاح والانتشار نظرا للاتصاقها بالطابع المغربي الشعبي، ونلمس هذا في الحانه التي تغنى بها الآخرون مثل (يا حبيبي طال غيابك ـ يا شاغل البال) للمعطي البيضاوي، و(هنا وهناك) لنعيمة سميح، ونلمسه ايضا في وطنياته التي تغنى بها(ليالي العيد ـ المغرب بلادي ـ عيد الاستقلال …) او التي لحنها للآخرين مثل (هذا سر الله)لانور حكيم، وفي دينياته، ومن اجمل ما قدم في هذا النوع نذكر (هل هلالك يارمضان)، هذا الطابع الخاص الذي تميز به تجسد ايضا في المقطوعة الموسيقية التي ابدعها تحت عنوان (كريمة).
امتدت حياة الفنان ابراهيم العلمي مابين سنة 1930 و2005، قضى اغلبها في الفن والابداع، في الغناء والتلحين، وفي قيادة الجوق الجهوي لمدينة البيضاء خلفا للمعطي البيضاوي منذ سنة 1967 الى حين تقاعده.
من الأغاني التي ذاع صيتها لإبراهيم العلمي قطعة (يا اللي صورتك بين عينيا) :
ياللي صورتك بين عينيا .. كي يدير قليبي حتى ينساك
ايام وسنين هي .. وكل يوم كنترجاك
سنين وشهور وايام وليالي .. وأنا مشغول غير بيك
عمر غيرك ما يحلا لي .. عمر قلبي ما يسلم فيك
محبتك هي هي .. وأنا عاطيك العهد
وعهدك هو هو .. وربي عليا شاهد
ياللي صورتك بين عينيا .. كي يدير قليبي حتى ينساك
تمنيت يا حبيبي تكون حدايا .. يكمل فرحي وهنايا
يكمل فرحي ونتهنا بيك .. تراعيني ونراعيك
ما تنساني ما تجفاني .. ما تطول غيبتك علي
وأنا نعاهدك ونزيد نواعدك .. طول حياتي ليك وانت ليا