الأديب الهندي محمد معراج

عاشق الحرف واللغة العربية
تسنيم يونس: القاهرة-مصر
يعد الباحث والأديب الهندي محمد معراج واحدا من عشاق الحرف واللغة العربية، فهو متخصص في الأدب العربي . صدر له بالقاهرة بمناسبة معرض القاهرة الدولي مجموعة قصصية بعنوان قوارير مكسورة وديوان” سكرات الحب” عن الدار المصرية المغربية للنشر والتوزيع بالقاهرة
محمد معراج عالم و باحث وكاتب هندي بارز، يواصل مسيرته الأكاديمية في مجال الأدب العربي بجامعة جواهر لال نهرو في دلهي. حاز على إعجاب واسع بفضل أعماله الأدبية التي تتمحور حول القضايا الاجتماعية والإنسانية التي تواجه المجتمع الهندي. يكتب معراج القصة القصيرة والرواية، ويمزج بين الواقع والخيال ليكشف عن المعضلات المجتمعية التي غالبًا ما تبقى مغفلة.
“قوارير مكسورة” هي أولى إبداعاته الأدبية في مجال القصة القصيرة، وهي مجموعة قصصية تحمل في طياتها الكثير من القضايا الاجتماعية المعقدة، كالتفاوت الطبقي، والظلم الاجتماعي، والتمييز على أساس الجنس والدين. كتب معراج العديد من قصص هذه المجموعة في فترة جائحة كورونا، مما أضاف إليها أبعادًا إنسانية خاصة، تلامس مشاعر القارئ وتجعله يتفكر في واقع مجتمعه.
تستعرض هذه المجموعة مجموعة قصص تعكس واقع الهند المعاصر بواقعيته القاسية، حيث يناضل الأفراد في صراع مستمر مع قسوة الحياة والمجتمع. يقدم معراج عبر شخصياته صورة عن التحديات التي يواجهها الإنسان العادي في هذا المجتمع، خاصة في ظل الهيمنة الاجتماعية والتقليدية التي تفرض قيودًا صارمة على الأفراد. من خلال قصصه، يحاول معراج أن يفضح اللامساواة والتسلط المجتمعي، ويطرح تساؤلات عميقة حول التغيير الضروري.
وفي قصة “قوارير مكسورة”، يتناول معراج معاملة المرأة في المجتمع الهندي، حيث يعكس بصدق معاناة البطلة “نيلم”، التي تجد نفسها ضحية في عالم يحكمه الظلم الأسري والاجتماعي. هذا العرض لا يقتصر على تقديم صورة سلبية فحسب، بل يعكس أيضًا الإشارات إلى الحاجة الماسة للتغيير والتطور في معالجة القضايا الاجتماعية، لا سيما ما يتعلق بمكانة المرأة.
كما لا يغفل معراج عن الغوص في القضايا المجتمعية و البسطاء هو يكتب عن الواقع .فهو يسلط الضوء في كتاباته على الدوافع النفسية التي تحرك شخصياته، ويغوص في أعماق مواقفهم الإنسانية. وقد نجح في تحويل القضايا الاجتماعية إلى أدب عاطفي وعميق، مشحون بالتفكير والتأمل. ليس الهدف من هذه القصص مجرد سرد للأحداث، بل فتح نافذة على مجتمع يحتاج إلى التغيير والتطوير الفكري.
مجموعته “قوارير مكسورة” تمثل بداية مشرقة لمسيرته الأدبية. يقدم فيها معراج دعوة واضحة للنقد الاجتماعي من خلال أسلوبه السردي الشيق والمليء بالتفاصيل. إنها دعوة للقراء للتفاعل مع قضايا مجتمعية تتطلب منا الوعي والتغيير، فكل قصة فيها بمثابة مرآة تعكس جانبا من واقع مؤلم ولكن مليء بالأمل.
“قوارير مكسورة” ليست مجرد قصص، بل هي وقفة فكرية في حياة الإنسان المعاصر، ومدعاة للتفكير في واقعنا الاجتماعي، وكيف يمكن أن نساهم جميعًا في تغييره إلى الأفضل.
وفي الشعر له ديوان “سكرات الحب “ يحمل رومانسية لاتخلو من التطرق للنفس البشرية في قصيدة ممتعة يقدمها للقاريء يتجلى ذلك في الأسلوب الممتع للغة العربية في تعبيراته وإبداعاته.